تحتاج تربية الملكات على نطاق واسع إلى موقع مناسب يتوافر فيه الرحيق وحبوب الطلع (اللقاح) … وإذا لم تتوفريتم تغذية النحل على محاليل سكرية كافية في تربية الملكات فإن بدائل التغذية من حبوب الطلع (اللقاح) والمحاليل السكرية تساعد طوائف النحل المخصصة للتربية إلى حد من التطور الجيد وتربية مكثفة للملكات والحضنه … وتنتشر محطات تربية الملكات في البلدان المتقدمة بالنحالة بشكل كبير ، وأصبح في السنوات الأخيرة ينفذ هذا البرنامج بالسلطنة في محطات متخصصة بوزارة الزراعة والثروة السمكية كمحافظة الداخلية والباطنة ومسقط. وينفذ هذا البرنامج في مواقع بمنحل الوزارة بتلك المحطات , من أجل الحصول على اكبر عدد من الملكات العذارى ذات الصفات الحسنة للسلالة المحلية العمانية وكذلك من أجل الاستفادة من الطفرات والانماط البيئية في تلك المواقع … لذلك تلاقي هذه المحطات التشجيع في الحفاظ على السلالات والأنماط البيئية المحلية.
أولا: الشروط العامة المواقع محطات تربية الملكات
يفضل أن تكون محطة تربية الملكات في مناطق ذات ربيع مبكر ونباتات غزيرة ، وذات طقس دافئ معتدل خالية من أعداء النحل الخطرة على الملكات والنحل كالدبور الأحمر وطائر الوردار (المرقراق) … وغيرها .
كما يتوجب أن يكون الموقع مشمساً محمياً بمصدات رياح مناسبه كما يستلزم أن تبتعد محطة إنتاج الملكات عن مناحل انتاج الطرود ونويات التلقيح ً وضمن مناطق معزولة طبيعياً بالجبال أو الوديان … حيث انه ومن المعروف بأن السلطنة هي الموقع الإستراتيجي الحيوي والجغرافي الذي يؤهلها أن تحتضن حرفة تربية نحل العسل حيث تقع بيئة جغرافية متنوعة غنية بحبوب اللقاح (الطلع) من مختلف الشجيرات والأشجار البرية المزهرة وكذلك القرى الممتدة في السهول والهضاب في مختلف الواحات والتي تتوافر بها مصادر رعوية خصبة سوف تعطي بنتائجها مستقبلاً الى توسيع ونشر سلالة النحل العمانية في المحافظات الزراعية و الذي يتمثل في وصول الطرود المنتجة الى وسط تلك المحافظات بالإضافة الى إنتاج العسل العماني المحلي ذو القيمة الغذائية والدوائية العالية والمعروفة لدى المستهلك المحلي وبعد اختيار الموقع يجب العمل على توفير الآتي :-
أولاً : تكوين قاعدة أساسية من طوائف النحل تتمثل في إنشاء مناحل توزع أعمالها حسب حاجة المستهدف من المنحل منها مثلاً:
تخصيص منحل التربية والذي يتمثل فيه طرق ومراحل تربية الملكات وتقسم الى ( طوائف البادئة – طوائف المتممة – طوائف الاصول ) … بحيث لا يقل هذا المنحل من 10-20 طائفة نحل قوية ومن أهم شروطه الكثافة النحلية بطوائف المنحل على أن لا يقل عدد أقراص كل طائفة من 8-10 أقراص يغطى النحل جميع تلك الأقراص من الجانبين .. وذلك لضمان توفر النحل الصغير ويكون متعنقداً على هيئة سلاسل وبذلك يضمن مط الكؤس الملكيه وفرز الغذاء الملكي بغزارة وتحضين بيوت الملكات لحين خروجها (الفقس) و حفظ درجة حرارة الخلية مهما كانت الظروف الجوية .
تخصيص منحل لطوائف الأصول … وهي الطوائف التي يتوفر بها الصفات الكميه والشكليه الجيدة … والتي قد أخذت أكبر وقت من المختصين في برنامج الانتخاب وذلك بقياس مساحة الحضنه في موسم الربيع قبل موسم فيض العسل بتسعة أسابيع وقبل التطريد طبعاُ … وفي كل سنه وبانتظام … ثم يلي ذلك تقدير للإنتاج ومراقبة للسلوك . ودراسات بيومترية وغير ذلك … وبذلك يتوفر لدى هولا المختصين معلومات وافره عن الملكة التي بين يديه ولأمهاتها وأخوات أمهاتها … ومن ثم يمكن اختبار النسل من بين أفضل الطوائف مع مراعاة عمل علامات مميزه على واجهات الطوائف بألوان مختلفة وذلك حتى لا يضل نحل طوائف المنحل …
ثانياً: توفر الخبرة الكافية في تنفيذ برنامج تربية الملكات للفنى المختص والقائم بالعمل.
ثالثاً:- توفر أدوات ومستلزمات تربية الملكات التشغيلية الثابتة والمتكررة.
وبما أن سلطنة عمان من البيئات الخصبة في المراعي وهي أيضاً في باكورة بداية حرفة تربية النحل بالأسلوب الحديث , حيث تتوافر بها المراعي الجيدة وخاصة في العديد من القرى والبلدات بالمحافظات وهي بمثابة القرى الريفية السفوح والسهول التي بها مساحات جيدة من الأشجار البرية التي يجب إستغلالها بالأسلوب الأمثل الصحيح يستفاد منه في تعزيز دخل الفرد ومساعدتهم في تحسين معيشتهم . لذلك نجد العديد من هؤلاء اللذين لديهم الرغبة والميول في إقتناء حرفة تربية النحل كونها حرفة عريقة لها تاريخها وأيضاً الصراعات التي عاشها الإنسان العماني مع النحلة طوال سنوات ماضية وما تقدمه النحلة للإنسان من غذاء متكامل سهل الهضم يعود بنفعه للإنسان من الناحية الصحية والمادية ، وسهولة التعامل مع هذا الكائن الحي الذي يعيش معيشة تعاونية إجتماعية مشتركة . لذلك يجب التوجه الى مساعدة الأفراد المخلصين لهذا الكائن بإيجاد مناحل نموذجية إنتاجية متكاملة في حالة توفر الإمكانيات المتاحة.
اخر تحديث 6 سبتمبر
© وزارة الثروة الزراعية و السمكية وموارد المياه - سـلطنــة عُــمــان 2023